يرد الجانب الّذى انتهوا اليه من الأرض ، الى الجانب الذي ساروا (١) منه.
فكانوا يضلون عن الطّريق لانّهم كانوا خلقا عظيما. فلا يجوز أن يضلوا كلهم عن الطّريق ، في هذه المدة المديدة ، في هذا المقدار من الأرض. ولما حصلوا في التيه ، ندموا على ما فعلوا. فألطف الله تعالى لهم بالغمام ، لمّا شكوا حرّ الشمّس وأنزل عليهم المن والسّلوى. فكان يسقط (٢) عليهم المن ، من [وقت] (٣) طلوع الفجر الى طلوع الشمس. فكانوا يأخذون منها ما يكفيهم ، ليومهم.
وقال الصّادق ـ عليه السّلام : كان ينزل المن على بنى إسرائيل ، من بعد طلوع (٤) الفجر الى طلوع الشمس. فمن نام في ذلك الوقت ، لم ينزل نصيبه.
فلذلك يكره النّوم في هذا الوقت ، الى طلوع (٥) الشّمس.
قال بن جريح : وكان الرّجل منهم ، إذا (٦) أخذ من المن والسّلوى زيادة على طعام يوم واحد ، فسد ، الا يوم الجمعة. فانّهم إذا أخذوا طعام يومين ، لم يفسد. وكانوا يأخذون منها ما يكفيهم ليوم الجمعة والسّبت. لانّه كان لا يأتيهم يوم السبّت. وكانوا يخبزونه مثل القرصة. ويوجد له طعم كالشّهد المعجون بالسّمن وكان الله تعالى يبعث لهم السحاب بالنهار ، فيدفع عنهم حر الشّمس.
__________________
(١) أ : تساروا.
(٢) أ : يسوق.
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) المصدر : بعد طلوع.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : ان.