فقال الأموي لأبي عبد الله ـ عليه السلام : انه قد أعيانا ، أمر هذا القدري. وانما كتبت اليك لأجمع بينك وبينه. فانه لم يدع عندنا أحدا ، الا خصمه.
فقال : ان الله يكفيناه.
[قال :] (١) فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبد الله ـ عليه السلام : سل عما شئت! فقال له : اقرأ سورة الحمد! قال : فقرأها. فقال الأموي ـ أنا معه : ما في سورة الحمد علينا. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ). [قال :] (٢) فجعل القدري يقرأ سورة الحمد ، حتى بلغ قول الله ـ تبارك وتعالى ـ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
فقال له جعفر ـ عليه السلام : قف! بمن تستعين؟ وما حاجتك الى المعونة؟ ان الأمر اليك. (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٣).
وفي كتاب الاحتجاج ، للطبرسي (٤) ـ رحمه الله ـ حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وفيه : يقول لأصحابه : قولوا! إياك نعبد ، أي : [نعبد] (٥) وحدك (٦). ولا نقول كما قالت الدهرية : ان الأشياء لا بدء لها ، وهي دائمة. ولا كما قالت الثنوية «الذين قالوا» (٧) : ان النور والظلمة ، هما المدبران. ولا كما قال مشركو العرب : ان أوثاننا ، آلهة.
فلا نشرك بك شيئا. ولا ندعو من دونك إلها كما يقول هؤلاء الكفار ، «ولا
__________________
(١ و ٢) يوجد في المصدر.
(٣) البقرة / ٢٥٨.
(٤) الاحتجاج ١ / ٢٥.
(٥) يوجد في المصدر.
(٦) المصدر : واحدا.
(٧) ليس في المصدر.