عليه السلام : إياك نعبد ، رغبة وتقرب الى الله تعالى ذكره ، واخلاص له بالعمل ، دون غيره. و «إياك نستعين» ، استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة ، لما أنعم الله عليه ونصره.
وفي مجمع البيان (١) : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله : ان الله ـ تبارك وتعالى ـ منّ عليّ بفاتحة الكتاب ـ الى قوله ـ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ، اخلاص للعبادة.
(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، أفضل ما طلب به العباد ، حوائجهم.
وفي تفسير العياشي (٢) : عن الحسن بن محمد الجمّال ، عن بعض أصحابنا ، قال : بعث عبد الملك بن مروان الى عامل المدينة ، أن وجه الي محمد بن علي بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه. واقض له حوائجه. وقد كان ورد على عبد الملك ، رجل من القدرية. فحضر جميع من كان بالشام. فأعياهم جميعا.
فقال : ما له (٣) الا محمد بن علي.
فكتب الى صاحب المدينة ، أن يحمل محمد بن علي اليه. فأتاه صاحب المدينة ، بكتابه.
فقال له أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : اني شيخ كبير لا أقوى على الخروج. وهذا جعفر ، ابني ، يقوم مقامي. فوجهه اليه.
فلما قدم على الأموي ازدراه (٤) لصغره. وكره أن يجمع بينه وبين القدري ، مخافة أن يغلبه. وتسامع الناس ، بالشام ، بقدوم جعفر ، لمخاصمة القدري. فلما كان من الغد ، اجتمع الناس ، لخصومتهما.
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٣١.
(٢) تفسير العياشي ١ / ٢٣ ، ح ٢٤.
(٣) المصدر : لهذا.
(٤) المصدر : إذ دراه.