والمنامات الصادقة. وهذا القسم يختص بنيله الأنبياء والأولياء.
وطلب الهداية وغيرها ، من المطالب قد يكون بلسان القول. وقد يكون بلسان الاستعداد. فما يكون بلسان الاستعداد ، لا يتخلف عنه المطلوب. وما يكون بلسان القول ووافقه الاستعداد ، استجيب. والا فلا.
فان قلت : فعلى هذا ، لا حاجة الى لسان القول.
قلت : يمكن أن يحصل في بعض استعداد المطلوب ، من الطلب بلسان القول.
فالاحتياط أن لا يترك الطالب الطلب ، بلسان القول. فبالنسبة الى بعض المراتب ، يطلب بلسان الاستعداد ، وفي بعضها بلسان القول ـ انتهى كلامه.
وطلب الهداية ، بعد الاهتداء ، فان من خصص «الحمد» ، بالله سبحانه.
وأجرى عليه تلك الصفات العظام. وحصر العبادة والاستعانة فيه ، كان مهتديا ، محمول على طلب زيادة الهداية أو الثبات عليها.
وقيل : إذا كان السالك ، في مقام السير الى الله ، ولم يصل الى مطلوبه ، فلا شك أن بينه وبين مطلوبه ، مسافة ، ينبغي أن يقطعها ، حتى يصل اليه ، فلا بد له من طلب الهداية ، ليقطع تلك المسافة. وإذا كان في السير في الله ، فليس لمطلوبه نهاية. ولا ينتهي سيره أبد الآبدين ، فلا بد له ـ أيضا ـ من طلب الهداية.
ولا يخفى عليك ، أن هذا وما سبق من التأويل وما سيأتي منه مبني على ما ذهب اليه الصوفية ، من الأصول الفاسدة. والغرض من نقله ، الاطلاع على فساده.
فبالجملة ، لا بد من طلبها ، وان كانت حاصلة في بعض المراتب. وهذه الصيغة ، موضوعة لطلب الفعل ، مطلقا. لكنه من الأعلى أمر ، ومن الأدنى دعاء ، ومن المساوي التماس. واعتبر بعضهم في الامر الاستعلاء ، وفي الدعاء التضرع ، وفي الالتماس عدمهما.
و «السراط» : الجادة. سمي به على ما توهم أنه يبتلع سالكه ، أو يبتلعه سالكه. كما يقال : أكلته المفازة ، إذا أضمرته ، أو أهلكته. وأكل المفازة إذا