ثانيا : في هداية الرسل.
وكثيرا من النّاس ينحرفون بعد الهداية الفطرية ، أما بعد الهداية الرسالية فان الانحراف ضلالة كبري يشبهها القرآن الحكيم بالذي يسير في الصحراء ، ثم يضل السبيل بسبب تضليل الشياطين له ، حيث يدلّونه على الطرق المنحرفة ، وفي هذا الوقت يجد الرجل من يدعوه الى الهدى ، متمثلا في أصحابه الذين يدعونه الى السبيل القويم الذي يسيرون فيه ، فانه لو لم يقبل نصيحة أصحابه فسوف لا تكون لديه أية حجة في البقاء في الضلالة ، إذ أن أصحابه قد أتموا عليه الحجة ووفروا له فرصة الخلاص من استهواء الشياطين.
(كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا)
هذا الرجل يشبه الإنسان في تيه الحياة ، وقد أحاطت به شياطين الشهوات ، وأضلوه عن سواء السبيل ، وحجبوا فطرته النقية بركام من الخرافات الباطلة ، ثم جاءه هدى الله مساعدا لفطرته ، موضحا له سبيل الهداية.
(قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى)
وعلينا ان نتبع سبيل الله ، ونسلم له الذي أسلمت له السموات والأرض.
(وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)
الصلاة معراج المؤمن :
[٧٢] ولكي نتبعه ، ونخضع له ونسلم ، فعلينا ان نقيم الصلاة نصليها بخضوع وخشوع ، ونديم عليها مع العمل بضروراتها ، في حياتنا الاجتماعية ، ومن ضروراتها