الكون دون أن يعلم بخفاياه.
(يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ)
إنه يعلم السر كما يعلم الجهر. (بعكس الإنسان) لأن السر هو الذي يتكون أولا ، ثم يبرز أمام الناس ، كالحبة تحت التراب ، تتحول عبر تفاعلات كيمياوية الى زرع قبل أن يراها الناس ، ثم إذا اخضرت الأرض أصبحت جهرا (والله يعلم سرها وجهرها)
ولذلك فأن علمه بالسر يسبق علمه بالجهر (بالرغم من أن علم الله لا زمان له).
والله يعلم خفايا الحبة التي تتفاعل مع أملاح الأرض ، ثم إذا تفاعلت يعلمها خبراء الزراعة ثم يراها المزارعون.
كذلك يعلم الله إرادة الإنسان قبل أن تتحول إلى عمل ، ويعلم العوامل المؤثرة فيها. عاملا عاملا ، ويعلم طبيعة الظروف ومدى استعداد الإنسان لتحدّيها ، أو استسلامه لها. لذلك فهو يعلم ما ذا يريد الإنسان أن يعمله في المستقبل بالرغم من أن هذه الإرادة لا يعلمها حتى الإنسان نفسه «عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم».
(وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ)
ما تكسبون من خير أو شر ، الآن ومستقبلا ، وهكذا .. فعلى الإنسان أن يصلح ما في نفسه من عقد ونزوات ، ويطهّرها من صفاتها السيئة ، تلك التي يحاسبه عليها ربنا ، وهو عليم بكل تفاصيلها ومقاديرها ، كما عليه أن يصلح ظاهره ، ويراقب أعماله.