هذا الشك هو الشك الذي مصدره إغماض العين عن الشواهد ، والانصراف عن الأدلة ، والمجادلة في الحق بعد اليقين به.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ)
ان خلقة الإنسان كانت من طين فلذلك هو ينزع اليه ويهوى الخلود اليه ، ومن الصعب عليه أن ينبعث الى الحق.
ولأن الإنسان خلق من طين فأولى به ان يخشع لخالقه والّا يستكبر.
ثم ان للإنسان قدرا مقدورا. ذلك ان خلايا جسمه تتحلل ، وعظامه تهن وتضعف ، وينتهي بالتالي الى الموت.
فقد يأتيه الموت بحادث سيارة أو مرض سرطان ، أو قتل في حرب أو .. أو ..
الميتة الاولى قدر مقدور عليه ، كما هو قدر مقدور على كلّ حيّ وعلى كلّ مادة ، أما الميتة الثانية فهي قضاء يقدرها الله عليه ، ويكتبها في سجله الأسمى ، وذلك وفقا لاختيار الفرد نفسه.
إذا فهو إله السموات وإله الأرض ، وهو ملكهما ومرجع أمورهما.
(وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ)
ولأنه يدبر أمور السموات والأرض ، فهو عليم بهما لأنه من المستحيل أن يدبر
__________________
عليك بخدمة توصلني إليك. كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك! أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك! متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك؟! ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك!؟! عميت عين لا تراك عليها رقيبا ، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا. مفاتيح الجنان / ٣٤٢ ـ دار الأضواء