(إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ)
من الإثم في عاجل الدنيا وأجل الآخرة.
[١٢١] والإثم هو ما يشرعه الله لا ما يوحيه الشيطان. مثلا : لا يجوز أكل الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها حين تذبح لأنها فسق ، يدل على حالة الانفصال بين الإنسان ومبادئه ، أو الزعم بأن الدين محصور في المسجد. أما الحياة سواء منها ما يرتبط بالأكل والشرب ، أو الزواج والطلاق ، أو السياسة والاقتصاد ، فانها منفصلة عن الدين. ان كل ذلك فسق وشرك بالله ، وذلك يعني أن هناك إلهان ووليان وقائدان للبشر ، أحدهما للمسجد والثاني للسوق.
(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)
والشياطين يجادلون في الحق ، ويحاولون تمييع الواجبات وأن يقولوا : ما هو الفرق بين الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها وبين الاخرى؟ دون ان يضعوا القضية في اطارها العام ، ليعرفوا : ان ذلك مرتبط بكل سلوك البشر. ان يكون سلوكا توحيديا فيقول :
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١) أو سلوكا شركيا فيقول : ان صلاتي ونسكي لله ومحياي ومماتي لنفسي.
(وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)
أولا : لان طاعة غير الله في حكم الشرك بالله.
__________________
(١). ١٦٢ / الانعام.