ومن الناس من يتبع أهواءه دون هدى الله ، ودون علمه ، فيحرم على نفسه الطيبات ، لا لأن الله حرمها ، ولا لأنه يعلم بضررها.
(وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ)
الذين يتجاوزون حدود أحكام الله ـ زيادة أو نقصانا ـ فهم لا يتبعون منهج الله ، بينما المنهج القويم السالك بالبشرية الى الله ، هو منهج الله سبحانه لأنه خالق البشرية ، فالمعيار هو ما عند الله ، لا ما عند البشرية من أهواء.
الإثم بين الظاهر والباطن :
[١٢٠] وكما لا يجوز التوقع وترك الطيبات احتياطا وحذرا. كذلك لا يجوز الاسترسال وتناول الرطب واليابس معا دون فرق ، كما تفعله الجماعات البشرية في ظروف قوتهم وبطشهم (وحضارتهم) كلا .. هناك حدود يجب على البشر أن يقف عندها ، هي حدود الإثم الذي فصله الله سبحانه.
(وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ)
والإثم حرام لا لأنه يتشكل بهذه الصورة أو بتلك أو لان اسمه (إثم) أو لأن الناس يتبرءون منه ، بل لأنه خبيث واثم في جوهره ، ولذلك لا فرق بين ظاهره وباطنه ، علنه وسره ، سواء كان باسم الإثم ، أو وضع له اسم أخر مثل الأسماء القانونية التي توضع اليوم للاحتكار أو الربا أو الغش ، أو مثل الشرائع الدولية التي تسمح للدول الكبرى استغلال ثروات الشعوب تحت أسماء مشروعة ، مثل الانتداب ، وتدوير الثروات النفطية ، والأمن الصناعي وما أشبه ... ان الإثم إثم مهما غيّرنا اسمه أو وضعنا له شريعة أو قانونا.
والإثم يولّد الدمار ، سواء سميناه كذلك أم لا.