بينات من الآيات :
قاعدة الاضطرار :
[١١٨] قد تميل النفس البشرية الى الانطلاق (كما في بداية انفجار الحضارات) فتحلل كل حرام ، ولا تتقيد بقيود الأخلاق والآداب ، وقد تنعكس فتميل نحو الانغلاق فتنكمش (كما في حالات التخلف) فتحرم كل شيء ، وتستقبح حتى الطيبات ، اما المؤمنون فإنهم يتبعون الحق في حالات الانطلاق والانغلاق معا ، دون الاتباع لأهوائهم ، ولطبيعة نفسياتهم في الظروف المختلفة ، والحالات الاجتماعية المتباينة.
والقرآن يربط بين الايمان بالله ، وبين أكل ما ذكر أسم الله عليه ، لكي يكون المؤمن ملتزما في تصرفاته ـ سلبا وإيجابا ـ بالمنهج السماوي.
(فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ)
اي تلك الآيات التي أشار إليها القرآن في الدرس السابق ، وإذا كنتم مؤمنين بان الله أعلم بسبيل الهدى عن الضلالة ، فاتبعوه فيما يأمركم به.
[١١٩] يتساءل القرآن عما يدعو البشر الى الامتناع عن أكل غير المحرمات.
(وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)
اي انه بالرغم من حرمة بعض الطعام الا أنه حلال لمن يسبب تركه له ضررا كبيرا عليه فهو مضطر اليه ، فكيف بالطعام الحلال الذي لا يجوز تركه لمجرد أهواء ونفسيات ضيقة