الشروط المساعدة للايمان :
[١٢٥] بعد ان بينت الآيات عوامل الكفر الفردية والجماعية ، جاءت هذه الآية لتبين الشروط المساعدة للايمان ، وفوائده وأبرزها : شرح الصدر حيث ان الايمان بالله يعني تفضيل المستقبل على الحاضر ، وتفضيل الجماعة على الفرد ، وتفضيل الحق على الشهوة لان الحق خير عاقبة ، وأفضل أملا.
وهذه الصفات لا تعطى الّا لمن يتمتع ببعد الرؤية ، ورصانة الفكر ، وبالتالي سعة الصدر. بينما الكفر الكفر بعكس الأيمان تماما ، أن هو إلّا نتيجة ضيق الصدر ، وسبب له أيضا.
(فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ)
يبدو أن الضيق هو الجزع ، ومحدودية الرؤية ، وعدم استيعاب الاحداث ، بينما الحرج هو التردد وعدم القدرة على اتخاذ رأي ما ، وبالتالي أن يرى الشخص نفسه عاجزة عن اي شيء ، والذي يصّعد في السماء يشعر بالضيق لأنه يجد نفسه مقطوعا عن أطرافه ، ويشعر بالحرج لأنه يخشى الوقوع.
ومن المعروف ان الصعود في السماء يسبب قلة الا وكسجين ، وبالتالي ضيق النفس ، وسوء الخلق وقد يكون التشبيه من هذا الباب.
(كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)
انهم يعيشون في حدود ساعتهم وموقعهم ، فلا يرون الاحداث القادمة ، أو الظواهر المتفاعلة فيما وراء موقعهم المحدود فتأتيهم المشاكل والصعوبات من حيث