عليها وعلى السلطة عذاب الله فيدمرهم جميعا ، إذا فعاقبة المكر تعود على صاحبه إمّا وحده أو مع الآخرين.
والآية هذه تفضح طبيعة السلطة الطاغوتية ، وتبين أنها ليست سوى تجمع للمجرمين ، وأن قوتها تكمن في خططها الماكرة ، وأن قيادتها متمثلة في المجرم الأكبر ، وأن الأمة لو عرفت هذه الطبيعة للسلطة الطاغوتية ، إذا لتخلصت منها ، إذ ان المجرم لو كشف مكره جرد منه سلاحه وسهل القضاء عليه.
[١٢٤] من مكر هذه الفئة السالفة الذكر أنها تتعالى عن الحق ، بعد أن تضع على نفسها هالة من القداسة الباطلة ، وتنشر بين البسطاء هذه الفكرة الرعناء : لو كانت الرسالة صحيحة ، إذا لم يكن ربنا يختار لها الا واحدا منا نحن الكبار ، ولم يكن يفضل علينا واحدا من عامة الناس.
(وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ)
ولكن الله يدحض حجتهم بقوله :
«اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ»
يجعلها في أيد نظيفة ، وجيوب طاهرة نقية ، وقلوب زكية ، ورجال مخلصين ، وليس في أيدي هذه الفئة التي سرقت أموال الناس ، وصنعت مجدها على أجسادهم ، ثم يهددهم الله بالقول.
(سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ)
بسبب تكبرهم.
(وَعَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ)