اما السبب الذي يجعل الفرد يفضل الظلمات على النور فقد يكون العادة حيث يحب الفرد السلوك الذي كان ينتهجه حتى ولو كان شائنا.
(كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
التنظيم الهرمي في جهاز الطغاة :
[١٢٣] العامل الثاني للكفر هو وجود ماكرين في المجتمع والمكر هو : التخطيط من أجل تضليل الناس بهدف وصول جماعة أو فرد لمصالحهم الشخصية ، وفي المجتمعات توجد دائما شبكة من المجرمين تجمعهم قيادة واحدة تعمل ضد مصلحة الامة. هذه الشبكة هي التي تشكل واقع السلطة الطاغوتية ، وهي تنشأ ، من فرد أو عدة أفراد زيّن الشيطان لهم ما كانوا يعملون من سيئات ، ثم نظمّوا أنفسهم في سلسلة هرمية على رأسها أكبر المجرمين.
(وَكَذلِكَ)
ربما الاشارة توحي بآخر الآية السابقة ، أو بها جميعا ، اي لان هنا جماعة تستحب العمى على الهدى ، فقد تشكلت منظمة في كل قرية للمجرمين.
(جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها)
وقيادة هذه المنظمة الماكرة انما هي لأكبرهم اجراما ، فالقيمة بينهم هي قيمة الاجرام ، والهدف لها هو المكر والتخطيط ضد الجماهير.
(وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ)
ان السلطة الطاغوتية حين تخطط ضد الجماهير ، فأمّا تثور ضدها الجماهير ، وتقضي عليها ، فيكون جزاؤها خزيا ، وعذابا أليما ، وإمّا تسترخي الجماهير ، فينزل