واستطاع القوي ظلم الضعيف ، يصبح المجتمع خليطا من الظالم والمظلوم ، كل يظلم من تحته ، ويظلم من فوقه ، وهناك يقفز الى السلطة أكثر الناس ظلما ، والسبب هو الوضع الذي صنعه الناس بأعمالهم.
(وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
أي بأعمالهم التي يكسبونها ، ولقد تكرر التعبير بالكسب للدلالة على العمل في القرآن ، ربما لان كل عمل يقوم به البشر يخلف أثرا ظاهرا أو خفيا عنده ، فكأنه يضيف ذلك الأثر الى سائر أجزاء ذاته.
حب الدنيا رأس كل خطيئة :
[١٣٠] تلك كانت عاقبة الظلم في الدنيا. ان بعض الظالمين يولّي بعضا. أما عاقبة الظلم في الآخرة فانه الهلاك بعد الادانة والتوبيخ.
(يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا)
ربما قصّ الآيات بمعنى بيانها واحدة بعد اخرى ، بطريقة تدخل القلب ، وأهم بند في الدعوة هو الإنذار بالعاقبة.
(قالُوا شَهِدْنا عَلى أَنْفُسِنا)
ولكن السؤال : لما ذا إذا لم يقبلوا بالآيات ، ولم يؤمنوا بربهم؟!
السبب هو تعلقهم الشديد بالدنيا. لان حب الدنيا رأس كل خطيئة.
(وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ)