آخرون فذهب بهم وأتى بكم.
(كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ)
وعند ما يتذكر البشر بهذه الحقيقة يرزق الرصانة في التفكير ، والواقعية في الرؤية ، والاستقامة في السلوك ، أما رصانة الفكر فلأنه يعلم ان القدرة المهيمنة على هذا الكون الرحيب غنية عنه لكنها رحيمة به ، فعليه الا تستبد به الخفة والتكبر والغرور ، واما واقعية الرؤية فعليه الا ينظر الى حقائق الحياة على انها ثابتة أبدا ، اما استقامة السلوك فلأنه يتمتع بالخوف والأمل ، الخوف من استبدال الله له بالآخرين ، والأمل في رحمته ، وبين الخوف والأمل يستقيم سلوك البشر.
التسليم أو العاقبة :
[١٣٤] وما دام البشر عاجزا عن توقيف مسيرة الزمن ، أو منع العاقبة السوءى التي ينذر بها ، وما دام عاجزا عن سلب قدرة الطرف الثاني واعجازه ، فعليه ان يسلم للحقيقة ولا يتكبر عنها.
(إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)
[١٣٥] وينذر الله الظالمين حين يقول : ان للحرية الممنوحة لكم وللقدرات المخولة لكم حدودا تقف عندها.
(قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ)
اي بقدر قوتكم ومكنتكم.
(إِنِّي عامِلٌ)
فهناك خطان من العمل ينتهيان عند العاقبة.