أنفسهم ، ودفعهم الى ذلك افتراؤهم على ربهم الذي سيجزون عليه ، وكذلك تشريع المشركين الباطل الذي يميّز بين الذكور والإناث في الانتفاع من الطيبات ، أو قتل الأولاد ، أو يحرموا ما رزقهم الله كذبا عليه.
بينات من الآيات :
متى يكون الإنفاق لله شركا؟
[١٣٦] الشرك والكفر توأمان ، بيد ان الشرك كفر مغلف ، يستهدف إرضاء كل الأطراف ، وهو ناتج عن ضعف الارادة ، وسوء الحكم والتقدير ، والشرك حالة نفسية تحاول خداع فطرة الايمان بالله ، وإشباع شهوات النفس في عملية تلفيقية مفضوحة.
(وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا)
قالوا : هذا لله لارضاء حسّ التدين الطبيعي في النفس ، ولخداع المتدينين ، ولان ما لله لا يعارض ما لشركائهم ، فاذا كان يعارضهم فإنهم يسلبون حتى ما لله لشركائهم.
انهم يبنون الجوامع الفخمة لله بزعمهم ، انهم يطبعون نسخا من القرآن الكريم ، انهم يقيمون صلوات الجمعة والأعياد ، حتى انهم يحجون لربهم.
ولكنهم في ذات الوقت ، يجعلون للشركاء نصيبا ، فهم يبنون القصور من أموال المحرومين ، ويبنون الدول على حساب المستضعفين ، ويكنزون الذهب والفضة ، ويدعمون الطاغوت ، ويشيعون الإرهاب في البلاد ، وبالتالي يعطون للشركاء كل ما في الحياة من لباب ، ويدعون القشور لربهم ، والله لا يرضى بالقشور.
(فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ)