من يخالف العدل الالهي.
اعدام الطفولة البريئة :
[١٤٠] وأسوء من التفرقة الطبقية والعنصرية وحتى التفرقة بين الرجل والمرأة ، أسوء منها قتل الأولاد ، تلك العادة الجاهلية العريقة والمتجددة مع كل جاهلية ، وسببها النظرة الشاذة الى الحياة ، والجهل والافتراء على الله ، والضلالة عن الحق.
(قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ)
واي سفه أكبر وأخطر من أن يقوم الفرد بإلحاق الضرر والخسران بنفسه ، وأن يقتل أولاده ، وهذا السفه الذي يدل على قلة الشعور ، وعدم معرفة ما يضر وما ينفع البشر ، انه مدعوم بالجهل أيضا إذ أن العلم يزيد الشعور ، ويوقظ العقل في البشر.
(وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ)
لان هؤلاء افتروا على الله وما اهتدوا بالمنهج الالهي الذي يوضح للبشر كيف يستفيد من نعم الله عليه ، وبالتالي لأنهم لم يجعلوا الحق محورا لهم ، ومقياسا لأعمالهم ، وبصيرة لفهم الحياة.
لذلك حرموا على أنفسهم هذه الفرصة الطيبة ، ولكن هل ان من يقتل أولاده هو الوحيد الذي يضيّع على نفسه فرصة الانتفاع بالحياة ، والاستفادة مما فيها. كلا .. فكل من لا ينتهج نهج الله انه يخسر ما رزقه من الطيبات ، فالذي لا يربي أبناءه حسب المنهج الالهي القويم أفلا يحرّم ما رزقه الله ، والذي يسرف في الاكل فيعرض صحته للخطر ، أو يأكل المحرمات ، أو يشرب المسكرات ، أو يتعاطى القمار والزنا ، أو يظلم الناس ، أو يكذب ويغتاب وما أشبه. انه هو الآخر يضيع على نفسه نعم الله عليه ، فهو الآخر مثل الذي يقتل أولاده سفها بغير علم.
(قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ)