والجواب : اولا : ان الشرك بالله يحوّر القلب ، ويحجب العقل ، ويعمي البصيرة ، فيرى البشر الأشياء مقلوبة ، وقد يصل به الأمر الى اعتبار الخير شرا ، والنافع ضارا.
ثانيا : ان كثيرا من المحرمات الاعتباطية نابعة من الايمان بالشركاء ، إذ ان خشية الشركاء تحرم المشركون من كثير من الطيبات.
ثالثا : ان الواقع الاجتماعي الذي يفرزه نظام الشرك يحرم على الشعب كثيرا من الطيبات بسبب الطبقية المقيتة ، بل العنصرية التي تسوده.
[١٣٩] وكان من مظاهر أحكامهم الباطلة ، وتشريعاتهم السخيفة ، التفرقة بين الرجال والنساء مما تأباه الفطرة السليمة.
(وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا)
وفي الوقت الذي كانوا يعترفون بعلاقة الزوجية التي هي في واقعها التكامل بين الذكر والأنثى ذلك التكامل الذي يدعو الى المشاركة الكاملة في الحقوق والخيرات كما في المسؤوليات والواجبات ، في ذات الوقت كانوا لا يكفون عن خرافة التفرقة بين الذكور والأزواج.
(وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ)
أي ان كان الجنين ولدا ميتا فسوف يتقاسمه الذكور والإناث معا.
(سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)
انهم سينالون عقابهم بسبب وصفهم الباطل ، وحكمهم غير العادل ، حيث فرقوا بين الإناث والذكور في الانتفاع بالطيبات ، والله حكيم يحكم بالعدل ، وعليم يعلم