تَخْرُصُونَ)
وهم لا يستطيعون انكار ذلك. إذ انهم لو أنكروه فقد فتحوا باب المباحثة البناءة ، والحوار الفاعل على أنفسهم ، وهو يضرهم لأنه يعيد الشرعية للحق والعلم لا للهوى والظن.
لا للحتمية :
[١٤٩] لم يحتم الله على البشر الضلالة ، ولا رضي بها. إذ لم يجبرهم على ترك ضلالتهم ، بل وفّر لهم فرصة الهداية كاملة ، فأعطاهم الحجة البالغة ، وبقي عليهم ان يقوموا بدورهم في استيعاب الهداية ، كما ان الله قادر على أن يجبر الناس على الهداية ، ولكنه لم يفعل ، كما لم يجبر الناس على الشرك .. فليس تركه للناس دليلا على رضاه سبحانه لأنه أتم الحجة عليهم.
(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)
الاستشهاد :
[١٥٠] احدى الوسائل الفعالة لتمييز الحق عن الهوى ، والعلم عن الظن ، والصدق عن الكذب ، هي طرح الأفكار على عقول الناس ، واستشهادهم عليها ، ذلك لان الناس حتى ولو كانوا يتبعون الهوى والظن فإنهم حين يقيّمون أفكار الآخرين ، فليس من الضروري القبول بها أو التصديق ، ذلك لان مصالح الناس مختلفة ، وأهواءهم متفاوتة ، وبالتالي كل حزب بما لديهم فرحون. بيد أن شهادة الناس ليست دليلا على الحق ولو كانت دليلا على بطلان الهوى. فهي مفيدة سلبيا فقط (تنفي ولكنها لا تثبت).
(قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ)