فيذكرونهم بأيام صدهم عن سبيل الله في الدنيا ، وبينهما أهل الأعراف من قادة المتقين حيث يعرفونهم جميعا ، ويوبّخون أولئك الذين اتخذوا الدين لهوا ولعبا ، وانتظروا نهاية الأمر (٣٤).
وعلاقة الإنسان بالله هي طلب المزيد من رحمته ، لأنه رب العالمين ، وعلاقته بالحياة وبالناس هي الإصلاح وعدم الإفساد.
وكما أرسل الله الرياح بشرا بين يدي رحمته ، فكذلك أنزل رسالاته هدى ورحمة ، وقصة نوح مع قومه تدل كيف أن رسل الله يريدون هداية الناس وإنذارهم ورحمتهم بالتالي ، ولكنهم يعاندون ويستكبرون فيهلكون (٥٣).
وكذلك هود دعا الى التقوى فكذبوه وسفهوه ، ولكنه ذكرهم برب العالمين (وصاحب الرحمة المكتملة لهم) ، وذكرهم كيف استخلفهم الله في الأرض ، فتمسكوا بضلالة آبائهم فاستمهلهم الله قليلا ، وبعدئذ قطع الله دابرهم (٦٥).
أما صالح رسول الله الى ثمود فقد زود بناقة معجزة ، وذكرهم باستخلافهم ، ونعم الرفاه والعمارة عندهم ، ولكن حالة الاستكبار واستغلال المستضعفين منعتهم من الاهتداء ، فعقروا الناقة ، واهلكهم الله (٧٣).
وانحرف الإنسان في قوم لوط بالشذوذ الجنسي ، فأمطر الله عليهم بعد نصيحة نبيهم مطر السوء ، أما مدين فقد نصحهم رسولهم شعيب بترك الفساد الاقتصادي والإصلاح ، وعدم الصد عن سبيل الله الذي اتبعه فريق منهم ، ولكن الاستكبار منعهم ، ودعاهم الى محاولة إخراج شعيب ، وتوكل المؤمنون على الله ، فأخذت الرجفة الظالمين وأصبحوا حديثا يروي ، ولم يأس عليهم رسولهم الناصح (٨٠).
ويأخذ الله كل قوم يرسل إليهم نبيا بالبأساء والضراء ، ولكنه يبدّلهم بالحسنة