بعضهم ظل متمسكا بالكتاب ، وكيف أمرهم الله بأخذ الكتاب بقوة وذلك بعد ان نتق الجبل فوقهم (١٥٩).
ولكن السياق يعود بنا الى العهد الانساني الاول ، حيث أخذ ربنا من بني آدم عند ما كانوا في ظهر أبيهم ميثاقا باتباع الهدى ، وكيف أن بعضهم يشرك الآن بسبب شرك آبائهم وأن بعضهم ينقض هذا العهد عهد العلم والمعرفة ، حيث يخالف ميثاق المعرفة (١٧٢).
لذلك يختار الله اليهود تارة والعرب تارة ، حسب ظروف فترة الاختيار ، ويبين مدى الجريمة عند من يكذب بالدين ، وكيف أن ربنا قد قدّر لهم جهنم مصيرا ، لأنهم لم يستفيدوا من مداركهم (١٧٧).
ويبين الله أسماءه الحسنى ، وكيف أن طائفة يلحدون في أسمائه سبحانه ، وأنّ الله سيستدرج المكذبين ويملي لهم حسب خطه حكيمة لأنهم لم يتفكروا ليعرفوا أن رسولهم ليس بمجنون ، ولم يتفكروا ليعرفوا ما في السموات والأرض من آثار التدبير والتقدير ، وانه عسى قد يكون أجلهم قد اقترب ، وأنه ان لم يؤمنوا بهذا الحديث فبأي حديث بعده يؤمنون (١٨٠).
والله يضل ومن يضلله الله فلا هادي له وأن الساعة علمها عند الله ، واما الرسول فلا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا (١٨٦).
ويبين السياق : كيف أن الله قدّر حياة البشر ، وخلقه بوحدانية المتعالية عن الشركاء ، ولكن المربين أفسدوا ضميره وأشركوا فيه ، بينما الله هو ولي البشر ، ووليّ الصالحين منهم بالذات ، بينما الشركاء لا يستطيعون نصر البشر ، والشركاء لا يملكون السمع (١٨٩).