التعبير) إذا فمن الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا. علما بان الله يجبّر الكون على المسير وفق الأنظمة ، فمن يجبره سبحانه. إنه هو الذي :
(كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)
ولكن لرحمة الله حدود ، وحدود رحمة الله هي حكمته .. فكما أنه رحيم حين يضع السنن العادلة ، إلا أنه شديد على من يخالفها ، فهو حين يحفظك ـ مثلا ـ من أن تسقط عليك حجارة ضخمة من السماء تدمر بيتك على من فيه ، فانه بعدئذ يفرض عليك أن تلتزم بواجب العدالة ، فلا تدمر بيوت الخلق بقنابل عنقودية ، فلو فعلت فان جزاءك سيأتيك عاجلا في الدنيا ، أم آجلا في الاخرة. هنالك لا تحاسب وحدك ، بل سوف تحاكم أمام الناس جميعا ، وسوف يؤتى بمن ظلمته لكي يستوفي كلّ جزائه العادل
(لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ)
أو يشك أحد : أنّ الله هو الذي أمسك كل شيء في حدود معينة عادلة حكيمة ، وذلك برحمته التي كتبها على نفسه ، أو يشك أحد أنه سوف يترك الإنسان حرا في تدمير نفسه ، والعالم من حوله دون جزاء عادل له؟ كلا :
(الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
لأنهم يتصورون أن الحياة بلا بداية ولا نهاية ، ولا مالك ولا شيء. انهم يخسرون أنفسهم ، ويفقدون ما منّ الله عليهم به من فرصة السعادة الأبدية ، الى الشقاء الأبدي الخالد.
السكون والحركة في الكون :
[١٣] غدا حين تشرق الشمس ، وينتشر الضوء والحرارة. أذهب أنا وأولادي