وسائر أبناء القرية جميعا للحصاد .. إذ أننا قبل أشهر كنا قد ملأنا الحقل بذورا ، والآن أصبحت حقلا زاهرا وفي العام القادم سنزوّج الأولاد ، ونسافر الى الحج ، هذه الأفكار التي تراود ذهن فلاح بسيط لدليل على أنّ هناك ثقة بالحياة يسكن إليها البشر ـ بل كلّما في الحياة ـ تلك ثقة نابعة من أنّ سنن الله لا تتغير رغم تطور آياته ، فالشمس تطلع لتغرب ، والليل يلاحق النهار ، والضوء يهزم الظلام ، ثم ينهزم أمام جيوشه ، ولكن كلّ ذلك يجري وفق نظام يطمئن اليه الإنسان وسائر الأحياء لا فرق. من يملك النظام؟ من ينفذه؟ من يشرف عليه الّا تخرقه الأهواء النزقة؟ انه الله الذي يهيمن على السموات والأرض ، وهو يسمع ويعلم فلا يهرب من سوط عدالته وسلطان تدبيره شيء سبحانه :
(وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
والمقابلة المبدعة بين الليل والنهار من جهة ، وبين السكون من جهة ثانية مقابلة توضح بعدي السكون والحركة في الحياة الواحدة التي يهيمن عليها الرب.
دوافع الايمان :
[١٤] قلنا ـ ونكرر ـ إنك حين تعرف حقيقة أنّ لله ملك السموات والأرض ، تعطيك هذه المعرفة آفاقا جديدة من العلم ، وهذا واحد منها : إنك تجلس لتفكر. إذا كان الله هو مالك السموات والأرض. فلما ذا لا نتخذه صديقنا وصاحبنا ، وقائدنا وولينا. نحبه ويحبنا. أو ليس هو الذي يملك ـ فيما يملك ـ رزقنا. وهو بذلك لا يطالبنا بثمن ، فنحن لا نطعمه. بل هو الذي يطعمنا؟! هناك توجّه السّؤال التالي الى نفسك :
(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ)
ويأتيك الجواب وبكلّ بساطة :