قد تكون هذه الجهات رمزا لاحاطة الشيطان بأبناء آدم من كل مكان ، حتى يتحسس البشر بمدى الخطر الذي يهدده ، فلا يكون في الحياة مهملا ، فارغ البال ، ضعيف العزيمة ، بل يكون جديا ذا فعالية كبيرة.
وقد تكون رمزا لأساليب الشيطان ، حيث يخدع البشر بالمستقبل القادم من بين يديه حينا ، حيث يمنيه غرورا ، ويزين له أشياء يعده بها ، وقد يضله بتصوير الماضي بطريقة تدفعه الى الأعمال السيئة ، أو بسيرة الآباء ، أو بفلسفة التاريخ أو .. بمن حوله من الناس ، بأولاده وزملائه ، أو بأعدائه والمنافسين له.
المهم : ان يعرف البشر أنه لو لم يتصل بالله سبحانه ، ويستعد استعدادا كاملا ، لأحاط به مكر الشيطان واراده وأهلكه ، فلا يصبح شاكرا لأنعم الله وجميل فضله.
(وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ)
وهذا في الواقع أسلوب حيث يستخدمه إبليس ، حيث يربط النعم بنفسه ، أو بالأولياء من دون الله ، والذين هم أدوات له وليس بالله سبحانه.
[١٨] والله أعطى البشر العلم والارادة ، وحذره من الشيطان ، وبذلك كلفه مسئولية الدفاع عن نفسه ، ضد هجمات إبليس.
(قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً)
اي انه بعيد معنويا وماديا حيث انه يذم ويطرد.
(لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)
أي بالتأكيد ان من يتبعك من البشر سيكون مكانه جهنم مع إبليس.