(فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
لا خوف عليهم بسبب أعمالهم الصالحة ، فهم لا يخشون بلوغ الأجل ونهاية الفرصة ، كما الطالب المجد لا يخشى الامتحان ، وكما البريء لا يخشى المحاكمة ، وهم لا يحزنون على ماضيهم الذي استغلوه بالعمل الصالح. استعدادا لهذا اليوم ، وربما تكون التقوى هي : الجانب النفسي والإصلاح هو : الجانب العملي.
[٣٦] بيد أن الخوف والحزن من نصيب الكفار الذين يكذبون بالآيات بعد وضوحها ، فهي علائم صريحة على الحقيقة التي لا يصدّقون بها استكبارا ، واستجابة لأهوائهم ، وعقدهم النفسية.
(وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها)
إن جزاء هؤلاء هو الاقتران بالنار ، والتلاحم مع عذابها دون أن يجدوا خلاصا.
(أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
وخلود هؤلاء في النار يعتبر الجزاء المناسب لعنادهم الذي لا رجاء في إصلاحه ، ولاستكبارهم الذي جعل قلوبهم في صندوق حديدي لا ينفذ إليه النور والهواء ، بالرغم من قوة ضياء النور أو زيادة دفع الهواء.
[٣٧] إذا كم يكون ظلم البشر لنفسه كبيرا حين يجعل نفسه في هذا المأزق الخطير ، ويستكبر عن الحقيقة.
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ)
إن البشر حين يستكبر ويتطاول على الحقيقة يخدع نفسه والآخرين بصنع بديل للحقيقة ، فهو من جهة يكفر بالحقيقة والآيات والعلائم الواضحة التي تدل عليها ،