أنفسهم بالدعاء يعتدون على الناس.
وبسبب معرفة الله ، والتذلل له تنمو عند البشر روح الإصلاح ، ومن دونهما تفسد سريرته وتجنح نحو الإفساد ، والله أصلح الكون بخلقه الصالح وبهداه ، وإذا التزم الإنسان الدعاء ، وخشي غضب الله ، وطمع في رحمته كان صالحا ومحسنا.
بينات من الآيات :
من هو الرب وما هو دور الزمن؟
[٥٤] من هو رب البشر الذي يتوكل عليه ويستلهم منه هداه ومنهجه؟ أنه ليست هذه الأصنام الحجرية ، ولا تلك الأصنام البشرية ، الذي خلق السماوات والأرض ، وكانت خلقته متدرجة للخلائق ، لذلك فهو ربّ يربّي الأشياء كما يربّي الأشخاص.
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)
ربما تكون الأيام الستة رمزا لستة مراحل مرت بها الخليقة ، أو اشارة الى فترة من الزمن ممتدة ومتدرجة ، وبالتالي إشارة الى دخول عنصر الزمن في ذات الأشياء ، أو تكون توجيها الى نقص الأشياء أو تطورها نحو الكمال وفق سنة الله سبحانه وبأمره ، إلّا أنّ الفكرة التي نستوحيها من الأيام الستة في الخليقة هي : أنها بحاجة الى تربية الله وحسن توجيهه ، والذي ربي الخلائق أحرى به بأن يتّخذ ربا للبشر.
(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ)
فبعد ان خلق الخلق لم ينته اشرافه على الكون ، كما يصنع أحدنا الساعة ويكوّنها فتتحرك من دون أشراف له عليها ، كلا .. إن ربنا استوى على عرش السلطان والتدبير ، وأخذ يجري تلك السنن التي وضعها في الخلائق بعلمه وقدرته.