الصالح.
(وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ)
أيّ لا تسمحون للمؤمنين بالله أن يسلكوا السبيل الموصل اليه سبحانه.
(وَتَبْغُونَها عِوَجاً)
أيّ تحرّفون نصوص الدين ، وتزعمون أن السبل الملتوية هي الطرق البالغة.
الثقافة التبريرية نسيج التخلف :
إن الأمم المتخلفة تصنع لنفسها نسيجا من الأفكار الباطلة ، والثقافات التبريرية التي تكرس واقعها الفاسد ، ولكي تتجاوز الأمة هذه الثقافة التبريرية الكسولة عليها أن تصلح نظرتها الى الحياة ، ولا تزعم أن النعم الموجودة فيها مستمرة وذاتية ، بل تتذكر ماضيها الحافل بالمشاكل والعقبات ، وكيف تحدتها ، وبفضل أيّ نوع من القيم والأفكار ، ثم تدرس حياة المجتمعات الأخرى التي فسدت خزائنها ، كيف وبسبب أيّ نوع من السلوك زالت تلك المجتمعات؟ لذلك ذكّر شعيب قومه بماضيهم وبماضي المجتمعات الزائلة وقال :
(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)
[٨٧] وكانت نصيحة شعيب للكفار المناهضين لرسالته هي الكف عن مقاومتهم لنور الرسالة ، أما وصيته لأنصاره المؤمنين فهي الصبر والاستقامة حتى يحكم الله بينهم وبين الكفار فقال :
(وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)