قدرتهم على مقاومة إغراء الشهوات ، وقد منح هذه الفرصة لقوم شعيب ، وها هم الآن استنفذوا فرصتهم واقتربت ساعة المصير.
(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ)
وكانت الرجفة قوية الى درجة أن الله لم يمهلهم حتى يتخذوا حالة الاستلقاء استعدادا للموت ، بل وقعوا على وجوههم ذلة وهوانا.
معيار الخسارة :
[٩٢] وهنالك تبيّن ذلك الواقع الذي حذر منه شعيب ، وآمن به القوم المؤمنون وهو : أن الخسارة والربح إنما هما بالقيم لا بالمصالح العاجلة.
(الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا)
انتهت فرصتهم ، وتداعى كيانهم ، وزالت مكاسبهم ، حتى يخيل للإنسان انه لم يكن شيئا موجودا.
(الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ)
[٩٣] أما شعيب فقد ترك قومه الهالكين وهم صرعى دون أن يذرف عليهم قطرة دمع.
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ)