بالحق.
(وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ)
الخسارة العظمى :
واقتربت النهاية لقوم شعيب ، حيث انهم اعتمدوا على القوة المادية زاعمين أنها كلّ شيء ، وإن من يخسرها فانه يخسر كل شيء ، لذلك قالوا للمؤمنين : انكم لخاسرون ، يزعمون أن الثروة والسلطة والجاه التي يملكونها والتي يحرمون المؤمنين منها تعتبر خسارة ، بينما المؤمنون يعرفون ان القيم الباطلة التي يقوم عليها بناء مجتمع الطغيان والفساد تنسف كل تلك الماديات الظاهرة.
ومن هنا أخذت قوم شعيب الرجفة فاذا بهم جاثمون ، وإذا بالخسارة الحقيقة هي من نصيبهم هم ، أمّا شعيب فلم يأسف لهم لأنه قد أبلغ رسالات ربه ، وقدم النصيحة لقومه ، ولكنهم كفروا بها فكيف ييأس عليهم.
[٩٠] ان النظرة المادية الضيقة التي يرى بها الكفار الأمور تجعلهم محدودين جدا ، لا يفهمون حقائق الحياة ، وهؤلاء يرمون الناس بالسفه وبالجنون ، ويزعمون أن الذي لا يعمل للربح المادي العاجل خاسر لحياته ، لذلك تجد الملأ من أهل مدين يعتبرون اتّباع شعيب خسارة كبيرة لهم.
(وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)
ومنتهى ما يستطيع الملأ المستكبرون ان يلحقوه من الأذى بالمؤمنين هو : منع بعض النعم المادية عنهم ، وهذا ما كان ولا يزال الطغاة يهددون الثوريين به ، ولكن من الذين تكون له عاقبة الدار؟!
[٩١] إن الله سبحانه يعطي فرصة محدودة للبشر ليمتحن إرادتهم فيها ، ومدى