بنهج خاطئ ، فانه لا يخطو خطوة الا ويبتعد عن الحق بقدرها ، ويظلم نفسه والآخرين ، وإذا كان الظالم لا يسعد بالظلم فكيف بهذا الذي يبني كل حياته على الظلم من بدايتها حتى نهايتها؟!
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
[٢٢] الحق تعيش عليه ، والباطل يعيش عليك ، فأنت الذي تصنع الباطل ، وتجهد نفسك في الدفاع عنه ، ولكنه يزول دون أن ينفعك في ساعة العسرة ، بينما الحق يبقى ينصرك دون عناء منك.
وعند ما تبلى السرائر في يوم القيامة وتتعرى الحقائق. آنئذ تكتشف ان الباطل يضيع عنك ، فلا تجد له أمرا ـ وكذلك كان في الدنيا ـ إلّا أن أهل الباطل يخلقون الباطل بأساطيرهم وبخيالاتهم ، فيزعمون : انه موجود فعلا ، كما لو أنك ترى سرابا في الصحراء تحسبه ماء ، وانما هو سراب ، لا وجود له إلا في بؤبؤة عينيك.
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)
فيلتفت المبطل يمنة ويسرة فلا يجد لهم أثرا ..
[٢٣] انئذ يتراجع عن شركائه ، ويحلف بالله : انه لم يتخذهم بديلا عن الله وعن الحق!
(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)
هكذا خدعوا وضلوا وأضلوا. هذه كانت نتيجة ضلالتهم وفتنتهم وخداعهم. إنهم يتبرءون من الشركاء. إذا لماذا لا يتبرءون عنها اليوم. وقبل فوات الوقت؟!