سبب التخلف الاقتصادي والتبعية والإرهاب وما أشبه.
(أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
المشاكل ليست بسبب هذه الحركة أو تلك الفكرة ، وإنما بسبب النظام ذاته وبسبب فساد الأعمال ، والله هو الذي يقدر الخير والشر ، والحسنة والسيئة حسب قوانين دقيقة وثابتة عند الله سبحانه ، يجريها ربنا بحكمته البالغة وبعلمه النافذ ، ومعرفة هذه الحقيقة تعطي البشر قدرة على التحكم في الحياة.
التطرّف في الكفر :
[١٣٢] وبلغ الكفر والجحود بآل فرعون حدّا بنوا بينهم وبين الحقيقة سدّا منيعا من الجحود ، وتشبثوا بسلسلة من الأفكار المخدرة التي تفسر كلّ آيات الحقيقة ومعالمها ببعض التفسيرات الباطلة.
(وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)
فموسى (عليه السلام) لا يزال عندهم ذلك الساحر العليم الذي يعرف كل وسائل السحر ، وهدفه ليس هداية البشر بل تسخير الناس لأهدافه الخاصّة ، لذلك فهم مصرّون على الكفر به ، وبآياته أنى كانت واضحة.
وهذه المرحلة السحيقة من الكفر هي أخطر دركات السقوط ، حيث يصنع الفرد لنفسه تابوتا من المسلمات الفكرية ويصمم على الاحتفاظ بها أنّى كان الثمن ، إنه عين الضلالة وقمة التعصب الأحمق.
على الإنسان أن يبقى أبدا مفتوح العين ، يقظ الضمير ، نابه الروح ، ولا يقتل وجدانه تحت مطرقة شهواته ، ولا يعمي عينه بمسامير بغضه وحقده ، ولا يميت ضميره