العبودية لله تحرر الإنسان :
[١٤٠] ثم بعد أن وضح فساد الوضع الذي يدعون اليه ، شرح لهم موسى بأن الرب الذي أنقذهم من سلطان فرعون ، وحررهم من الطاغوت خير لهم مما يدعون اليه.
(قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)
إن الله فضلهم بالحرية والعلم ، وأن يقودوا أنفسهم بعيد عن ضغوط الطاغوت ، وهم يريدون العودة الى العبودية.
إن البشر حين ينفي الوهية أيّ شيء أو أيّ شخص من دون الله سبحانه فسوف يكون محررا ، مسلطا على نفسه بقدر ما يأذن الله له.
[١٤١] والله سبحانه هو الذي أنجاهم من آل فرعون وبطشهم وقهرهم بالتوحيد ، وإن فكرة التوحيد التي أنقذتهم من تلك الورطة ، أولى بالاتباع من تلك الثقافات الجاهلية التي سهلت استعبادهم واستغلالهم.
(وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ)
أي يحمّلونكم الإرهاب والعذاب.
(يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)
وهل هناك نعمة أفضل من التحرر من إرهاب الطاغوت وسيطرته ، وكم يكون البشر غبيا لو أراد العودة الى العبودية بعد الحرية ، والتعاسة والبؤس بعد الرفاه والراحة.