وتناغم ، فرسالة الله شاملة واسعة الرحمة ، لطيفة المناهج ، متينة الأركان كأيّ اسم آخر من أسمائه الحسنى ، فهي كما الشمس والقمر ، ومثل السماوات في سعتها وقدرتها ، ومثل الأرض في متانتها واستقرارها ، ومثل ظاهرة الحياة فيما تعطيها للنفوس من حرارة الحياة ، لذلك كان من أقرب الطرق الى معرفة الرسالة والرسول هو معرفة الله ، والتذكر بعظمته وقدرته ولطفه ورحمته ، ولذلك أيضا كان يستشهد الرسل بالله على صدق رسالاتهم.
(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)
وكما أن رحمة الله وسعت كلّ شيء ، كذلك رسالته فهو.
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ)
ومثلما يحيي الخلق ماديا فهو يهديهم بالرسالة التي هي حياة معنوية ، ومثلما يميتهم ماديا فهو يضلهم حين يكفرون بالرسالة فيموتون وهم أحياء.
(فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ)
وإنما يدعوكم الى الله لا الى نفسه ، وهو أسبق الناس الى الايمان بالله وبرسالاته التي أوحيت اليه.
(وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
إنّ إتباع الرسول سوف ينتهي بالبشر الى الارتفاع الى مستوى معرفة الحقائق بأنفسهم.
[١٥٩] ليست رسالات الأنبياء مبعث خلاف ونزاع ، ولا هي أنزلت لتكون أداة للعنصرية والطائفية ، لذلك فهي تؤكد أبدا على وحدة الرسالات ، وأهمية القيم ،