والمناقشة مع الملحدين فيها ، لان سبب الانحراف والإلحاد ليس سوءا لفهم بل سوء النية ، وربما لذلك أمرنا الله بترك هؤلاء الملحدين وشأنهم ، إذ المجادلة مع المنحرفين بوعي مسبق وإصرار عليه تشوش رؤية البشر الصافية ، وتشككه في حقه.
وتبقى كلمة في أسماء الله وهي :
يبدو أن الخليقة تقاد بقوى معينة مثلا بالعلم ، والحكمة ، والقدرة ، فالشمس تجري لمستقر لها ، ولكن كيف؟
الحكمة هي التي تجعل للشمس هدفا تتحرك نحوه من أجل تحقيقه ، والعلم هو الذي يحدد مسيرة الشمس بحيث تبلغ الهدف ، والقدرة هي التي تنفذ الحكمة والعلم وتقهر الشمس على اتباع تلك المسيرة المحددة ، هذه هي أسماء الله سبحانه ، وتجلياته ، فالعلم اسم من أسمائه الذي يتجلى في كل صغيرة وكبيرة في الكون ، والحكمة كذلك ، والقدرة وهكذا ..
وحين ندعو الله بأسمائه ونقول يا عليم ، يا قدير ، يا حكيم ، أو نقول نسألك بعلمك ، وبقدرتك ، وبحكمتك ، فاننا في الوقت الذي نكرس في أنفسنا قيمة العلم ، والقدرة ، والحكمة ونستخدمها في واقعنا ، فان هذه القيمة لا تكون منفصلة عن توحيد الله وعن عبادته ، وعن الايمان بأنه أعلى من أسمائه ، وأن علينا التوكل عليه لا الاعتماد فقط على أسمائه.
التوسّل بالذات لا بالصفات :
ان من أكبر أخطاء البشر هو التوسل بأسماء الله سبحانه دونه ، لان ذلك يشكل جزءا من الحقيقة الكونية ، وهو يؤدي الى الايمان ببعض الحقيقة ، فمثلا ، الايمان بالعلم دون الحكمة يسبب جعل العلم معبودا وحيدا كما فعل الفرنسيون في منطلق