(أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ)
الغافل هو : الذي يملك ذخائر المعرفة ولكنه لا يستفيد منها فيقع في المهالك.
الكفر بالأسماء والصفات :
[١٨٠] بسبب الإلحاد والانحراف في أسماء الله ، ينحرف كثير من الناس فيزعمون مثلا أن الله واسع الرحمة وانه لذلك لا يعذب أحدا لان رحمته تأبى ذلك ، أو يزعمون بأنه لو زلّ أحد فانه قد سقط نهائيا وسوف يعاقبه الله لأنه شديد العقاب ، ولا يرجى له الخير أبدا ، هذا التصور الخاطئ أو اذاك يكرس انحراف البشر ، بينما الاعتقاد السليم أن الله واسع الرحمة وأنه شديد العقاب كل في محله وحسب الحكمة ، وان الرحمة والنقمة تأتيان بعد ارادة البشر ومشيئته ، فلو أراد الرحمة لنفسه لحصل عليها ، ولو شاء العذاب لابتلي به ، هذا الاعتقاد السليم يبعد البشر من انحرافاته ، وهذا الاعتقاد السليم انما يبلغه الإنسان بفطرته النقية وعقله وبصيرته ، حيث ينسب بها الى ربه أحسن الأسماء.
(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)
إنّ دعاء الله بأسمائه الحسنى يكرس الضمير الحسن عند الإنسان ، فيهتدي الى السنن الحاكمة في الحياة والتي يجريها ربنا بأسمائه الحسنى.
(وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
والإلحاد في أسماء الله يسبب انحرافات عملية ، وعلى تلك الانحرافات يعاقب الله عباده ، لا على مجرد التصور الخاطئ ، بل نستطيع أن نؤكّد ان الانحرافات العملية هي السبب المباشر في الإلحاد في أسماء ربنا ، إذ من دون سبب وإذا ترك البشر فطرته النقية عرف الله بأسمائه الحسنى ، ولذلك لا ينفع الجدل في أسماء الله