(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ)
أما من أمر الله باتباعه كالرسل والأئمة (عليهم السلام) فان المناهج التي يأخذون الناس عليها تنصر التابعين لها وهم الصالحون ، ذلك أن ما ينصر البشر ضد شرور نفسه ومكاره الطبيعة ليس قوة غيبية يعيده عن إرادته ، بل هو عمله الصالح الذي يباركه الرب العزيز الحكيم.
[١٩٨] وهؤلاء ليسوا فقط لا يهدون أحدا بل لا يهتدون أيضا لان قلوبهم مغلقة ونفوسهم فاسدة.
(وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)
فأدوات الإدراك عندهم مشلولة ، فحتى نظرتهم ليست بقصد الاهتداء والتبصر والفهم بل بقصد النظر ذاته ، ذلك لان الطغاة والمستكبرين لا يهدفون من وراء الحياة شيئا ، بل اتخذوها ذاتها هدفا مقدسا ، ونهاية لرغباتهم وتطلعاتهم ، ولذلك فليست نظرتهم للبصيرة ولا آذانهم للسماع.
وقد سبق ان الطغيان سبب مباشر للكفر ، وهؤلاء قد بلغوا حضيض الطغيان فكيف يهتدون؟!!