مع علم مسبق بأنه حق ، فالحزن عليهم لماذا؟!
[٣٤] وللرسول في الرسل السابقين أسوة حسنه ، فكم قد كذّبوا وكم أوذوا ، ولكنهم صبروا حتى جاءهم نصر الله ، وتلك هي سنة الله لا تبديل لها ، وتلك هي كلمته التي لا تبديل فيها وها هي أنباء الرسل تذكّر للرسول في القرآن ليتخذ منها عبرا كافية.
(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ)
ومنها هذه الكلمة أن صاحب الرسالة حين يتعرض للصعاب ويصبر ، فأن الله ينصره بالتالي.
(وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)
[٣٥] وماذا يمكن ان يفعله الرسول ما دام الظالمون يجحدون بآيات الله بعد اليقين بصدقها ظلما لأنفسهم ، فهل يسلك طريق ٣ في الأرض خارقا للعادة ، أو يصعد الى السماء بسلّم ، ثم يأتيهم بآية ، أو ليست الآيات الهابطة كافية لهم لو كانوا يريدون الايمان بالله وبرسالاته؟!
(وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ)
وكان ذلك عظيما في عينك.
(فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ)
اي تفتش عن طريق تحت الأرض أو فوق السماء من أجل الحصول على آية خارقة لكي يؤمنوا بها ، فأن استطعت أن تفعل ذلك فافعل ، فهل فيها فائدة؟