للآخرة ، وعموما هل نستطيع ان نخطط لهذه الحياة التي تنتهي في أية لحظة ، وربما دون تحذير مسبق ، وتتفاعل فيها عوامل ومؤثرات غير محدودة؟
ان كانت الحياة الدنيا تمهيدا للآخرة ، ودورة تدريبية لتكامل البشر ، لاعداده لدخول الجنة خالدا فيها ، فان كل ما فيها سوف يصبح معقولا وحكيما ، وتكون الآخرة لا الدنيا هي الدار الدائمة للاقامة ، ولكنها لا تكون الا لمن اتقى في الدنيا.
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)
اللعب هو العمل بوعي وهدف ، ولكن دون هدف حكيم ، اما اللهو فانه من دون وعي أو هدف.
(وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
العقل يحكم بان الدنيا ليست بدار الاقامة ، وأنها ليست هدفا نهائيا للبشرية.
لماذا الحزن؟
[٣٣] إذا كانت الدنيا قاعة امتحانات يتخرج منها المتقون بنجاح ، ويستلمون شهادة الايمان ، وبطاقة دخول الجنة ، فعلينا ألّا نحزن على الظالمين الذي يعادون الرسول ، وقبل الرسول يعادون الحق ، ويجحدون بآيات الله ، وبالتالي يظلمون أنفسهم فلما ذا نحزن عليهم؟!
(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ)
من التكذيب بك وبرسالتك ، ولكن مهلا.
(فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ)