عرف أنهم أشكر من غيرهم لنعمة الرسالة ، وأي فرد كان شاكرا لله وعارفا بحق الرسالة فسوف يوفقه الله سبحانه أيضا.
[٥٤] ان انتماء البسطاء الى الرسالة لا يعني الغض عن سيئاتهم ، بل الإغماض عن تلك السوابق ، التي ارتكبوها بجهالة ، وقبل أن يصل مستوى وعيهم وايمانهم وتربيتهم حدا كافيا يردعهم عنها ، أما في المستقبل فليس عليهم التوبة فقط ، وانما إصلاح أنفسهم أيضا.
(وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ)
أي انكم في أمان ، لا خوف عليكم.
(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وهذه هي الرحمة التي كتبها الله على نفسه ، وهذا هو السلام ، فالإسلام يجبّ ما قبله ، ويبدأ الفرد معه حياة جديدة.
[٥٥] ومع العفو العام الذي تقتضيه هذه الرحمة الربانية الشاملة ، يتميز المجرمون المعاندون عن الجاهلين. حيث أن الفرد الذي يستمر في الخيانة والظّلم ، ولا يصلح نفسه بعد العفو العام فليستعد للعقوبة.
(وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)
الذين يختارون طريقا غير طريق الله بعمد وسبق إصرار.