فرغ ما عندهم فطلبوا الصلح فصالحهم على هدم الحصن فهدموه بعد ما تلفت أموالهم ولم يبق لهم نخلة ولا فلج ، وقد أكملوا جميع أنعامهم ومواشيهم فعند ذلك صالحوا فأعطوهم الأمان ووصلوهم ورجع القوم كل إلى بلده.
ثم إن خلف بن مبارك جمع قوما ونزل وادي المعاول وانتقل إلى نخل فحاصرها وكان فيها مرشد بن عدي فمكث أربعة أيام ، ثم نزلوا من الحصن فأحرقوه وهدموا منه ما قدروا عليه ، ومع ذلك صالحه أهل الجميمي. ثم عقب عليهم من عقب ودخلوها وهرب أهلها إلى سمايل وبعض منهم التجأ في حجرة الجناة مع بني مهلل فاووهم. ثم إن الذين بقوا مع بني مهلل أرسلوا إلى نخل يجيئوا من جانب الحكام فجاءوا بقوم من حيث لا يدري بهم ال مهلل ، فدخلوا عليهم على حين غفلة منهم وقتلوا منهم من قتلوا فخرجوا إلى وادي المعاول حتى إن المعاول نصروهم وذمروا لهم الحرب إلى حجرة الجناة فمكثوا يحاربونهم ثلاثة عشر يوما لا يهفت ضرب التفق حتى إنهم انهزموا من الحجرة وكثر فيهم القتل.
ثم إن المعاول قالوا لا نبغي حجرة في الجناة فهدموها ومكث في نخل مدة من الزمان لم يجد فيها من الأنيس إلا الكلاب والسباع على القتلى. ومن بعد ذلك قسموها على بني هناءة ومكثوا فيها إلى أن ملك سيف بن سلطان بعد أن بلغ الحلم ، وأقامه المسلمون إماما. فعند ذلك سلموها لأهلها وذلك الوقت أدان تخليج النخل فصاروا يتوسلون بالقاضي ناصر بن سليمان المدادي من نزوى فجاءوا بخط إلى المعاول فسلموها لهم.
ثم إن محمد بن ناصر جهز جيشا من البدو والحضر فقصد به بلدان الحبوس من الشرقية من المضيبي والروضة ، والتقى بجيش خلف بن مبارك القصير والحبوس وغيرهم من بني هناءة بالمضيبي فوقع بينهم حرب عظيمة وانكسر خلف بن مبارك وتحصل في حجرة المضيبي فحاصرهم محمد بن