وهو أمام القوم ولم يلحقه إلا أصحاب الخيل والإبل السيارة ، والسيد سيف بن سلطان معه لا يفارقه في
جميع حروبه وغزواته.
ثم رجع إلى الحزم فأقام بها أياما قليلة ورجع إلى سني من وادي بني غافر فأقام به أياما ورجع إلى يبرين وكان أكثر إقامته بها وكانت البدو قد أفسدت جميع الطرق من عمان ينهبون ويقتلون فلا يقدر أحد أن يسافر إلى مكان إلا في جماعة كثيرة وخاصة آل وهيبة ولهم رئيس يسمونه بو خرق ، فسار إليهم وحشدهم بجميع أهلهم وإبلهم وغنمهم وأمرهم بالنزول حوالي يبرين وذلك قهرا منه لهم حتى ماتت إبلهم وغنمهم ولم يقدروا على مخالفته ، فلما كان ليلة أحد عشر من شهر الحج خرج بمن معه من القوم قاصدا آل وهيبة فدمر بلدهم السديرة وقتل من فيها فكانوا يهربون إلى الرمل من أسافل عمان وخرابها ليس فيه ماء يظنون أنه لا يتوصل إليهم لقلة اهتداء الحضر بتلك الأماكن وقلة دلالتهم بمواردها فمضى إليهم هناك وقتل ستة وثلاثين رجلا من أكابرهم وأسر خمسة وتسعين رجلا وقتل إبلهم وأغنامهم وحمل الأسارى إلى يبرين مربوطين في الحبال ، وأما أبو خرق فإنه قصد مسكد ودخل مع بني هناة وقيد محمد ابن ناصر الأسارى بيبرين حتى مات عامتهم ، وأقام في يبرين شهرا وأرسل أبو خرق إلى محمد بن ناصر أنه لا يضر أحدا ولا يفسد ومن ذلك اليوم إلى يومنا هذا لم نسمع بأحد نهب ولا سلب في طريق من طرق عمان من شرقها وغربها.
ثم إنه بعد ذلك أمر بالحشد على جميع من أطاعه من عمان من غربها وشرقها فاجتمعت إليه في يبرين جموع عظيمة لا يعلم عددهم إلا الله وأرسل إلى بلدان بني هناة من وادي العلا والحيل وضم وعملا فأطاعته جميع بني هناة لم يعصه أحد وسار قاصدا إلى ينقل ونزل في أعلى البلد وأرسل إليهم ليخلصوا له الحصن فأبوا وشدوا الحرب فخرج ذات ليلة رجل من أهل ينقل يقال له عصام فصالح محمد بن ناصر إلا أن البلد ليست في يده ، فقال له :