هاشم بن عبد مناف يقول لمن جاءه أجيبوا داعي الله فلست بمستكبر ولا جبار ولا محتال. أدعوكم إلى الله وترك عبادة الأوثان وأبشركم بجنة عرضها السموات والأرض وأستنقذكم من نار تلظى لا يطفأ لهيبها ولا ينعم من سكنها.
قال مازن : هذا والله نبأ ما سمعته من الصنم فوثبت عليه وكسرته جذاذا ثم ركبت راحلتي قاصدا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قدمت عليه سألته عن ما بعث إليه فشرح لي الرسول الإسلام فأسلمت ونوّر الله قلبي.
ثم قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع الله لأهل عمان ، فقال النبي «اللهم أهدهم وثبتهم» ، فقلت زدني يا رسول الله فقال : «اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم» ، قال مازن : يا رسول الله البحر ينضح بجانبنا فادع الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا فقال : «اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم» ، فقلت زدني فقال : «اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم» وقال لمازن : «قل يا مازن امين فإنه يستجيب عندها الدعاء» فقال مازن : امين.
ثم قال : يا رسول الله إني مولع بالطرب وبشرب الخمر لجوج بالنساء وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويرزقني ولدا تقرّ به عيني ويأتينا بالحيا فقال عليه السلام : «اللهم أبدله بالطرب قراءة القران وبالحرام حلالا وبالعهر (١) عفة الفرج وبالخمر ريا لا إثم فيه وآتهم بالحيا وهب له ولدا تقرّ به عينه» قال مازن فأذهب الله عني ما كنت أجد من الطرب وحججت حججا (٢) وحفظت شطرا من القرآن وتزوجت أربع عقائل من العرب ورزقت ولدا وسميته حيان بن مازن.
__________________
(١) في الأصل وبالفهر.
(٢) في الأصل حجا.