وفي ذلك يقول كتاب محمد بن نور :
أمن مبلغ عنا عمان وأهلها |
|
مقالا تلقاه حكيم مجرب |
بصير بأسباب التصرف قلبه |
|
يظن بك الظن الذي ليس يكذب |
يرى في وجوه القوم ما في قلوبهم |
|
ويعرف ما قالوا وهم عنه غيب |
ألا فكلوا يا قوم من طيباتكم |
|
ومن عذب الماء المبرد فاشربوا |
واقضوا لبنات النفوس فإني |
|
أرى نعمة أسبابها تتقضب |
كأني بأهل الدين قد ندبوا لكم |
|
فوارس ما زالت لدى الرحل تطلب |
فوارس من أبناء عدنان كلها |
|
لملك العباس ترضى وتغضب |
ثم اتصل خبره بعمان فاضطربت عمان ووقع بين أهلها الخلف والعصبية وتفرقت اراؤهم وتشتتت قلوبهم ، فمنهم من خرج من عمان بأهله وماله ، ومنهم من أسلم نفسه للهوان من قلة احتياله ، فخرج سليمان بن عبد الملك بن بلال السليمي ومن تبعه إلى هرموز ، وخرج أهل صحار بأموالهم وأهليهم إلى شيراز والبصرة وقدم محمد بن نور بجنوده وعساكره وافتتح جلفار ووصل إلى توام يوم الأربعاء لست ليال خلون من شهر المحرم سنة ثمانين ومائتين (١) واستولى على السر ونواحيها وقصد نزوى وتخاذلت الناس عن عزان بن تميم فخرج من نزوى إلى سمد الشان ووصل محمد بن نور إلى نزوى وسلمت له نزوى ثم مضى قاصدا إلى سمد الشان فلحق عزان بن تميم فوقع بينهم الحرب والقتال واشتد الطعن والنزال وذلك يوم الأربعاء لخمس ليال بقين من صفر من هذه السنة فكانت الهزيمة على أهل عمان وقتل عزان بن تميم وخرجت عمان من يد اهلها ولم يغير الله ما بهم بل غيروا ما بأنفسهم ، وكان قتالهم وحربهم بينهم طلبا للملك ورغبة في الرياسة وكل منهم يود أن يكون الملك بيده أو بيد من مال إليه بوده ، فسلط الله عليهم من هو للملك أطلب
__________________
(١) يوافق اليوم ٦ من شهر محرم من عام ٢٨٠ ه اخريات شهر اذار من عام ٨٩٣ م.