الألف (١) وكان مسكنه بقصرى من بلدة الرستاق فأظهر العدل ودمر الجهل وعضده رجال اليحمد بأنفسهم وأمدوه بأموالهم وذخائرهم وأجمع رأيهم أن يهجموا على القلعة ليلا وكان فيها بنو عمه بعد موت جده مالك فاستفتحها الإمام.
ثم توجه إلى قرية نخل وكان فيها عمه سلطان بن أبي العرب فحاصره أياما ثم افتتحها ، وكانت فرقة من أهلها غير تابعة للإمام فظاهرت عليه الأعداء فحصروه أياما في الحصن ، ثم أتاه رجال اليحمد فنصروه وبدد الله شمل أعدائه.
ومضى إلى الرستاق فأتى إليه أحمد بن سليمان الرويحي في جماعة من بني رواحة ورجال من قبل مانع بن سنان العميري ملك سمايل وأقاموا عنده مدة يدعونه إلى ملك سمايل ووادي بني رواحة فأجابهم وسار في رجال اليحمد حتى وصل سمايل فترك بعض قومه عند مانع بن سنان ومضى إلى وادي بني رواحة واتفق الرأي منه ومن مانع على المسير إلى نزوى فسار إليها وصحبه القاضي خميس بن سعيد ونصرته عصبته من أهل أزكي بالمال والرجال ، فاحتوى على أزكي وسار قاصدا نزوى فالتقاه أهلها بالكرامة ودخلها على حال السلامة ، وكان محله فيها العقر فأقام فيها العدل والإنصاف بعض الشهور ، ثم اجتمعت آراء بني أمبو سعيد (٢) وهم رؤساء العقر أن يخرجوه منها فلما كان يوم الجمعة خرج الإمام للصلاة وخرجوا إلى الصلاة فأتى الإمام من كان له محبا ، وعليه مشفقا ، فأخبروه بما أضمروا فتحقق الإمام خبرهم وأمر بإجلائهم من البلاد ، ونهى عن قتلهم والبطش بهم ، فأخرجوا منها كرها ، فتفرقوا في البلدان والتجأ جمهورهم إلى مانع بن سنان ، وكان مانع قد عاهد الإمام
__________________
(١) ١٠٣٤ ه / ١٦٢٤ م.
(٢) في الأصل أبو سعيد.