الأثقال ـ «الأبل» ـ ثمن الواحد منها بنقودنا زهاء ٦٠ روبلا ، وجمال حفيفة ، دقيقة القوائم ، صغيرة الرأس ، صوفها أكثر أشراقا ـ «الهجان» ؛ وهي مستعملة حصرا لأجل الركوب ، وثمن الواحد منها زهاء ١٠٠ روبل. علاوة على الصفات المشتركة الملازمة للجمال يتميز هذا النوع وذاك بالوداعة الرائعة وغياب الرائحة الكريهة الملازمة لهذه المواشي. عدد الجمال عند البدو المترحلين بين مكة والمدينة المنورة يقدّر تقريبا ب ١٥٠٠٠ رأس.
وهم ، كزراع ، يزرعون في موسم الأمطار ، في مرحلة الشتاء من السنة ، نوعا خاصا من الدخن ؛ ولهذا الغرض ينظفون من الحجارة رقعا غير كبيرة من الأرض ويقيمون أسوارا ساندة لحفظ الماء ؛ وحيث يمكن الري يزرعون على الأغلب البطيخ والذرة الصفراء ـ «الذرّة» ـ والخضراوات (البصل ، البندورة ، والفول وما إلى ذلك) ؛ وفي مثل هذه المحال ، يزرعون كذلك في المعتاد البساتين المؤلفة بصورة رئيسية من أشجار النخيل ؛ وتقع العين أيضا على أشجار الليمون التي تعطي ثمارا حلوة صغيرة جدّا ، وعلى شجيرات البلسان التي يصنعون من عصيرها صبغ الحنّاء وشجرة «الفلسنك» التي تعطي بلسما قيّما جدّا بالنسبة للحجاج.
بدو الحجاز مسلمون سنيون جميعهم ، ولكن يوجد بين الرحل في الطرف الشرقي وهّابيون وكذلك بعض المتشيعين ، ومنهم ، مثلا ، الزيديون ، والإسماعيليون ؛ وأكثر المذاهب السنّية انتشارا هو المذهب الشافعي ، ثم الحنفي ؛ وكثيرون من البدو ينتمون إلى مختلف مدارس النساك وبخاصة إلى التيار «الرفاعي».
لا يتميز العرب الرحل البتة بالتدين الشديد ؛ وهم يخلطون الدين بكثير من العادات والأساطير والأقوال المأثورة التي تتناقض تماما مع تعاليم الإسلام ونادرا ما تتوافق فيما بينها.