سوريا ترسل مع المحمل الدمشقي وبحرا ، عبر بيروت ، كمية كبيرة من البضائع الحريرية، والألبسة الحريرية الجاهزة ، والمناديل المطرزة بالحرير ، والفواكه المجففة ، والفالوذة.
بغداد والبصرة ترسلان مع قوافل الحجاج البضائع الحريرية والصوفية ، والرز ، والسمنة البقرية والسمنة الغنمية.
بلاد فارس ترسل السجاد والحصائر والعباءات وغير ذلك من البضائع الصوفية.
الهند ترسل البضائع المستعمرية ، والآنية من النحاس والبورسلين ، والمطبوعات والمرجان والمواد العلاجية والمواد العطرية ، وخلافها.
اليمن ترسل البن ، وعين الشمس ، والعقيق.
جزر السند ترسل الكندر.
في مكة ينتجون كمية تافهة جدّا من الأشياء التي يجري تصريفها بين الحجاج القادمين؛ والمقصود هنا المسابح المخروطة من الصدف وغير ذلك من المواد ، والخواتم من الزخارف الفضية المنتزعة كل سنة من الحرم ، كما يصنعون آنية من الصفيح لأجل نقل مياه زمزم ، وما إلى ذلك.
ثم أن سكان مكة يكسبون مبلغا كبيرا من النقود بتأجير الحجاج الغرف والشقات وقيامهم بدور المرشدين في حال إداء الفرائض والمراسم ، وتأجير الحمير التي تحظى دائما بطلب كبير نظرا لعدم وجود عربات الحوذيين ، وما إلى ذلك.
أثناء الحج ، لا يتعاطى السكان المحليون وحدهم التجارة ، بل يتعاطاها كذلك تجارة قادمون كثيرون. وهناك تجارة أكبر ، كما قالوا لي ، في ايدي الهنود ؛ ولم يتسنّ لي أن أعرف مقدار التبادل التجاري. من الممكن بصورة تقديرية جدّا تخمين المبلغ الذي يخلفه الحجاج سنويا في مكة بين ٥ و ٨ ملايين روبل.