فأصبنا غنائم ، فقام فينا خطيبا ، فحمد الله «تعالى» ، وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله ـ عزوجل ـ قبض نبيه ، وخلّفنى حتى أخبركم ، ثم بكى ، وجلس ، ثم قام ، فقال : إنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينهى أن توطأ الحبالى حتى يضعن (١). ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يلبس ثوبا من فىء المسلمين (٢) ، حتى إذا أخلقه (٣) ردّه فيه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يركبنّ دابة من فىء المسلمين حتى إذا أعجفها (٤) ردّها فيه (٥).
توفى ببرقة وهو أمير عليها لمسلمة بن مخلّد الأنصارى ، أمير مصر سنة ست
__________________
هذا هو أحد الرواة عن الصحابى (رويفع). (تهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٨) ، وسنعرف ـ فى ترجمته لدى ابن يونس فى تاريخ الغرباء ـ أنه كان فى إفريقية ، وشارك فى تلك الغزوة ، فلعل الاسم المذكور تحريف عنه ، خاصة أنه يسمى (حنش بن عبد الله الصنعانى). وعلى كل ، فهذا على سبيل الظن الغالب ؛ مما جعلنى أبقى على الاسم الوارد لدى المالكى فى المتن كما هو دون تغيير.
(١) رياض النفوس (ط. مؤنس ١ / ٥٣ ، وط. بيروت ١ / ٨١).
(٢) يطلق الفىء على ما حصل عليه المسلمون بلا قتال ، نظير إجلاء العدو من بلاده ، أو جزية يؤديها أفراده عن رءوسهم ، أو مال يفتدون به. والجمع : أفياء ، وفيوء. (اللسان ، مادة : ف. ى. أ) ج ٥ / ٣٤٩٦ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٧٣٣.
(٣) نقول : أخلق الثوب : بلى. وأخلق شباب فلان : ولّى ، وذهب. وأخلق الشيء : أبلاه (اللسان ، مادة : خ. ل. ق) ج ٢ / ١٢٤٦ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٦١.
(٤) عجف يعجف عجفا : هزل. أعجف الدابة : هزلها. والدابة الهزلى : التى لا شحم عليها ، ولا لحم. وهو أعجف ، وهى عجفاء. والجمع عجاف. (اللسان ، مادة : ع. ج. ف) ج ٤ / ٢٨٢٠ ـ ٢٨٢١ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦٠٧).
(٥) يلاحظ أن الحديث المذكور ورد فى المصادر الأخرى بلفظ مقارب ، ويبدأ ب (لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه زرع غيره (أى : نهى عن إتيان الحبالى من الفىء) ، وأن يصيب امرأة من السبى (أى : ثيّبا) ، حتى يستبرئها). (أسد الغابة ٢ / ٤٠ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤ : رواه بسنده إلى ابن إسحاق ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن أبى مرزوق مولى تجيب قال : أخبرنى حنش ... الحديث). وقد أخرج هذا الحديث من كتب السنّة المعتمدة : كتاب (مسند أحمد) ٤ / ١٠٩ (الجزء الأول من الحديث) ، وسنن الترمذى فى (كتاب النكاح) ، باب (ما جاء فى الرجل يشترى الجارية وهى حامل) ج ٣ / ٤٢٨ (حديث برقم ١١٣١) ، وقال : حديث حسن. والمعجم الكبير للطبرانى ٥ / ٢٥ (حديث رقم ٤٤٧٩). وأخرجه أبو داود (الجزءين : الثانى ، والثالث من الحديث) فى سننه ، كتاب (النكاح) ، باب (وطء السّبايا) ج ٢ / ٦١٦ (رقم ٢١٥٩) من طريق أخرى.