علمت أن الروم قتلت العرب ، وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيه صلىاللهعليهوسلم ليظهره على الدين كله ، وليس يخلف الميعاد. قال : فإن العرب قتلت الروم ـ والله ـ قتلة عاد ، وإن نبيكم صدق. ثم سألنى عن وجوه الصحابة ، فأهدى لهم. وقلت له : إن العباس عمّه حىّ ، فتصله؟ (١).
هكذا وجدته فى الدّرج والرّق ، الذي حدثنى به محمد بن موسى ، عن ابن أبى داود ، عن كتاب عمرو بن الحارث (٢).
روى سعيد بن كثير (٣) بن عفير ، حدثنى عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدىّ التنوخى ، عن عمرو بن الحارث ، عن ناعم بن أجيل ـ بالجيم مصغرا ـ عن كعب ابن عدى ، قال : أقبلت فى وفد من أهل الحيرة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم انصرفنا إلى الحيرة ، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فارتاب أصحابى ، وقالوا : لو كان نبيا ، لم يمت. فقلت : فقد مات الأنبياء قبله ، فثبتّ على الإسلام ، ثم خرجت أريد المدينة ، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه. فعجت إليه ، فقلت : أخبرنى عن أمر أردته ، لقح (٤) فى صدرى منه شىء. قال : ائت باسمك من
__________________
(١) الإصابة ٥ / ٦٠٢ ـ ٦٠٣ (ويلاحظ أن ابن حجر فى نقله رواية ابن يونس ، عن يزيد بن أبى حبيب وصل إلى إرسال عمر المترجم له إلى المقوقس بعد موت أبى بكر. ولم يذكر ما وقع بنصه ، واختصره بقوله : فذكره نحوه (أى : نحو رواية ابن عفير ، التى ساقها ابن حجر سلفا). من هنا نقلنا رواية هذه الجزئية لدى ابن عفير ، باعتباره قدرا مشتركا بين الروايتين.
(٢) السابق ٥ / ٦٠٤ (وصدّر تعليق ابن يونس هذا بقوله : وتبع ابن ـ لا ابن ، كما ضبطها المحقق خطأ ـ يونس أبو عبد الله بن منده ، وأخرج الحديث ـ أى : تلك الرواية ـ عن ابن يونس ، من طريق يزيد بن أبى حبيب المذكورة ، وقال : قال ابن يونس (ثم ساق تعليقه). وهناك لفظتان وردتا فى التعليق هما : أ ـ الدّرج : الذي يكتب فيه. (القاموس المحيط ، باب الجيم فصل الدال) ١ / ١٨٦. أما بالتحريك (الدّرج) : الطريق. ومنه قولهم : رجع درجه ، وأدراجه : أى : من حيث جاء ، ورجع فى الأمر الذي كان قد ترك. (المعجم الوسيط) ١ / ٢٨٧. وعلى ذلك ، فالمعنى الأول مرتبط بتسكين الراء ، ولا يجوز تحريكها ؛ لأن هذا يدخل الكلمة فى معنى آخر غير مراد هنا (ومن هنا لا يصح ما فهمه محقق الإصابة من أنها يجوز فيها التحريك ، ج ٥ ص ٦٠٤ هامش ١). ب ـ الرّق : بفتح ويكسر ، وهو الجلد الرقيق يكتب فيه. والجمع : رقوق (القاموس المحيط ، باب القاف ـ فصل الراء ٣ / ٢٢٩).
(٣) حرّفت فى (الإصابة) ٥ / ٦٠١ إلى (حبير). والصواب ما ذكرت.
(٤) لقح يلقح لقحا : هاج فى نفسى بعد سكون. ومنه : حرب لاقح : شديدة. ومنه قولهم : إن لى لقحة تخبرنى عن لقاح الناس ، أى : تخبرنى عن نفوسهم. (وهو يطلق على الخبير بالناس). (اللسان ، ل. ق. ح) ٥ / ٤٠٥٩ ، و (المعجم الوسيط) ٢ / ٨٦٧.