وأماناتهم واختلفوا ـ وقال ابن أبي شريح : واختلفت ، فكانوا هكذا» وشبك بين أصابعه ، فقالوا : كيف ـ زاد الزهري : بأمرنا؟ وفي حديث ابن أبي شريح : فقال : كيف بنا؟ وقالا : ـ يا رسول الله إذا كان ذلك؟ قال : «تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون ، وتقبلون على أمر خاصتكم (١) ، وتذرون أمر عامتكم» [٩٢٠٠].
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق ، أنا والدي أبو عبد الله ، أنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق ، نا محمّد بن أبي يعقوب الكرماني ، نا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن عمارة بن عمرو بن حزم ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كيف بكم وبزمان يوشك أحدكم أن يأتي عليه زمان يغربل فيه الناس ، فيبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم ، واختلفوا ، فكانوا هكذا» وشبّك بين أصابعه ، قالوا : كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟ فقال : «تأخذون ما تعرفون ، وتذرون ما تنكرون ، وتعملون على أمر خاصّتكم ، وتذرون أمر عامتكم» [٩٢٠١].
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن منصور بن هبة الله بن الموصلي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي ، أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن حمّة الخلّال ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي ، نا أحمد بن شبّويه المروزي ، نا سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله بن المبارك ، حدّثني الجمحي.
أن عمارة بن حزم وأخاه قدما في وفد على معاوية ، فلما أذن لهم قالا : إنّا نحبّ أن ندخل عليه خاليا نذكر له حاجتنا ، فقيل له ، فقال : نعم ، فليأتيانا في ساعة كذا وكذا ، فدخل أكبرهما فقال : يا أمير المؤمنين قد كبرت سنّك ، ورقّ عظمك ، واقترب أجلك ، فأحببت أن أسألك عن رجال قومك وعن الخليفة من بعدك ، وكان معاوية يشتدّ عليه أن يقال كبرت سنك ، أو يشكّ في الخليفة بعده أنه يزيد.
فقال معاوية : نعيت لأمير المؤمنين نفسه وسألته عن خبيّ سرّه ، وشككت في
__________________
(١) الأصل : «حوبصتكم» كذا؟.