الذي طبّق البلاد إحسانه وعدله ، وعمّ البلاد رأفته وفضله ، قرّب الله أوامره الشريفة باستمرار النهج والنشر ، وناطها بالتأييد والنصر ، وجعل لأيّامه المخلّدة حدّا لا يكبو جواده ، ولآرائه الممجّدة سعدا لا يخبو زناده ، وفي عزّ تخضع له الأقدار فيطيعه عواليها ، وملك خشع له الملوك فيملكه نواصيها ، يتولّى المملوك معد بن الحسين بن معد الموسوي الذي يرجو لحياته في أيّامه المخلّدة ويتمنّى إنفاق عمره في الدعاء لدولته المؤيّدة ، استجاب الله أدعيته ، وبلّغه في أيّامه الشريفة أمنيّته ، من سنة ستّ وستّمائة الهلاليّة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلّى الله على سيّدنا خاتم النبيّين وعلى آله الطاهرين وعترته وسلّم تسليما».
ونقش أيضا على الخشب المذكور من طرف داخل الصفّة كالنطاق : «بسم الله الرحمن الرحيم ، محمّد رسول الله ، أمير المؤمنين عليّ وليّ الله ، فاطمة ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، عليّ بن الحسين ، محمّد بن علي ، جعفر بن محمّد ، موسى بن جعفر ، عليّ بن موسى ، محمّد بن علي ، عليّ بن محمّد ، الحسن بن عليّ ، القائم بالحقّ عليهمالسلام. هذا عمل عليّ بن محمّد وليّ آل محمّد رحمهالله».
فالمصراع من طرف اليمين لمن يدخل في الصفّة ثمانية أشبار طولا ، وعرضه شبران ، وكذا المصراع الثاني ، وهذا الخشب من التحف والآثار الثمينة ، ولقد مضى عليه إحدى وخمسون وسبعمائة سنة ، وهو بعد جديد كأنّه من صنع اليوم مع كثرة المصادمات الواردة عليه من ازدحام الزوّار ، وكانت الصفّة طولها تسعة أشبار وعرضها أربعة أشبار وأربعة أصابع ، وكانت هذه الصفّة موضع حوض في أيّام العسكريّين عليهماالسلام ، فلمّا صارت الدار مزارا جعلت هذه الصفّة محلّا لإلقاء العرائض إلى الحجّة عليهالسلام وظهور التوقيعات في بعض الأحيان ، كما أشار بذلك السيّد الأجل ابن طاوس رحمهالله في أواخر كتاب فرج المهموم ، واختصّ ذلك المكان بمزيد شرافة واحترام ، وتقبيل واستشفاء والتبرّك به.